المصدر: مروان الصمادي، فريق الخبز من أجل التعليم
أستاذ فراس نايف، معلم في إحدى مدارس منطقة الرصيفة في الزرقاء التي تعتبر إحدى جيوب الفقر في المحافظة. انضم لجهود فريق “الخبز من أجل التعليم” لإعادة ابتكار وتطوير نموذج عملهم القائم على جمع الفائض من الخبز وتنشيفة وبيعه كأعلاف يستخدم ريعها لتامين مواد وفرص تعليميّة للطلاب الأقل حظاً وذلك لإعطائهم الفرصة المتكافئة في التعليم
شارك فريق “الخبز من أجل التعليم” في برنامج حاضنة الابتكار المجتمعي المنفذ من قبل منظمة تك ترايبز بدعم من مبادرة الشراكة الأمريكيّة الشرق أوسطيّة والذي يهدف إلى إلى إشراك الرياديّين المجتمعيّين في العمل مع منظمات ومجموعات تتبنى قضايا معينة لإيجاد وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة وقليلة التكلفة لتحديات اجتماعية، تعليميّة واقتصاديّة تقف في طريق عجلة التنمية المستدامة. كانت مشاركة “الخبز من أجل التعليم” تتجلى في تحدي يواجه استدامة ومدى كفاءة وفعاليّة نموذج العمل الخاص بهم وخصوصاً اعتماده على متطوعين منفردين وعدم وجود آليّة واضحة لإدارة شبكة المتطوعين وتحفيزهم وقياس مدى الأثر المجتمعي المترتب على عملهم.
كان الحل الذي توصل إليه الفريق هو إعمال نموذج جديد لاستقطاب وتدريب وإدارة ما أسموه شبكة سفراء الخبز من أجل التعليم والتي تتمتع حالياً بنظام للعمل يعتمد على هيكليّة واضحة تتمثل في عقد شراكات مع جهات يمكن أن تتبرع بالخبز الفائض في المجتمع المحلي (كالمخابز والمطاعم) وتقسيم جهود جمع الخبز على فرق منظمة وملتزمة في العمل في مناطق الزرقاء المختلفة
قام فريق “الخبز من أجل التعليم” بنشر دعوة للمتطوعين للانضمام لجهود المبادرة وكان أستاذ فراس من المتقدمين للتطوع ومن أكثر المشاركين حماسة للمشروع. بحكم عمله في حقل التعليم رأى فراس الأثر المحتمل لتوسع هكذا مبادرة على فرص التعلم في مدارس الزرقاء. يفيد فراس
لم يكن التعليم في صغري شيئاً سهلاً، كما هو ليس بسهل على معظم عائلات المناطق ألاقل حظاً في الزرقاء. أرى وبشكل يومي أثر الفقر والحاجة في حرمان الاطفال من فرص تعليميّة وتثقيفيّة يمكن أن يكون لها كل الاثر في إنقاذ حياة أحد هؤلاء من التوجه لمجموعات وايديولوجيات متطرفة، الإدمان أو عمالة الأطفال. تحمست جداً لفكرة “الخبز من أجل التعليم” وأقود حالياً جهود المبادرة في المدرسة التي اعمل بها
يعمل استاذ فراس حالياً على حشد جهود المدارس المحيطة بمدرسته للانضمام لمبادرة “الخبز من أجل التعليم” وتوعية طلابهم على أهميّة التدوير كأسلوب لحياة أكثر استدامة وكجهد يوحد المجتمع المدني حول مفهوم عدم هدر الخبز بالذات مما له من قدسيّة ثقافيّة وروحانيّة لدى هذه المجتمعات
نتيجة الجهد الدؤوب والشراكات التي عمل عليها أستاذ فراس فقد نجح في الوصول إلى رقم غير مسبوق من قبل شخص واحد في جمع وتنشيف الخبز وبيع الأعلاف: لقد تفوق أستاذ فراس على جهود فريقه كمجموعة وساعد في التشبيك مع أصحاب السيارات الناقلة لنقل كميات الخبز التي تقوم بجمعها كل الفرق في كل المناطق لمقرات التنشيف والمعالجة. بجهود فراس وكل الفرق الأخرى استطاع فريق “الخبز من أجل التعليم” الوصول إلى دعم 100 طالب جدد في مدارس مختلفة بمواد تعليميّة ومنح صغيرة
بدأ فريق “الخبز من أجل التعليم” تلمس الاثر الإيجابي لمنظومة العمل الجديدة والمطوّرة ضمن حاضنة الابتكار المجتمعي ويسعى لإعادة النظر في نموذج العمل مجدداً بناءً على هذه التجربة وأخذ العبر من الدروس المستفادة لتنظيم العمل وزيادة الأثر المجتمعي للمبادرة في المستقبل