حياة الدبيس هي إحدى سفراء التغيير في شبكة جيل 962 من محافظة المفرق. انضمت حياة للشبكة بعد تلقيها لتدريب المدربين على دليل الشباب للمشاركة الفاعلة خلال مخيم جيل 962 التدريبي الأول في جرش في شهر أغسطس الماضي.
تبلغ حياة من العمر اثنان وعشرون عامًا، قضت منها عدة سنوات كمتطوعة وعاملة في مجال الصحافة والإعلام. ولكن طموحها كان أكبر من ذلك بكثير، فبعد تخرجها من الجامعة وعملها في مجالها لفترة، قررت حياة بدء مشروعها الخاص والاعتماد على نفسها كليًا.
كانت حياة ترغب في أن يكون مشروعها في نفس منطقتها، ولاحظت أن العديد من الأهالي يقومون بإرسال أطفالهم لمدرسين خصوصيين بعد المدرسة، لذا قررت أن تقوم بإنشاء مركز يجمع الطلاب من الصف الأول إلى الصف العاشر مع المدرسين تحت سقف واحد، لأنه على الرغم من وجود مراكز مشابهة، كانت كلها مخصصة لطلاب التوجيهي فقط.
ركزت حياة جهودها وجهود المدرسين العاملين معها على المواد التأسيسية كبداية، وقامت بتوفير دروس في الرياضيات، واللغتين العربية والإنجليزية. وقامت أيضًا بإنشاء برنامجين تعليميين، الأول يهدف لتأسيس الطلاب وتقوية مواطن الضعف لديهم، وبرنامج متابعة يومية يساعد الطلاب على فهم الدروس التي تلقوها خلال اليوم.
وكأي رائدة مجتمعية أخرى، واجهت حياة بعض التحديات في بداية مشروعها، كان أولها تخوف الأهل بسبب عمرها الصغير، ولكن هذا لم يزدها إلا إصراراً ومثابرة.
أخبرتنا حياة كيف بدأت مشروعها، حيث قالت: “قمت بحملة إعلانية كبيرة، طبعت عدداً من المواد الإعلامية التعريفية بالمركز، وقمت بزيارة مدارس المنطقة الستة العشر، وزيارة جميع صفوفهم. كنت أبدأ جولتي مع بداية اليوم الدراسي إلى نهايته، وكنت أيضًا أعود للمدارس خلال الفترة المسائية للتعريف الطلبة السوريين أيضًا على مركزي.” استمرت هذه الحملة لمدة ثلاثة أسابيع، تم بعدها افتتاح المركز. “تم الافتتاح قبل عدة أشهر، ولكنني لا زلت أذكر أول شخص دخل إلى مركزي وقام بتسجيل ابنه، والذي قام في الشهر التالي بتسجيله وإضافة مواد أخرى أيضًا!”
ترغب حياة أن تقوم بإضافة عدد من المواد لمركزها، حيث طلب منها الأهالي إضافة الفيزياء والكيمياء وغيرها من المواد المتخصصة. بالإضافة إلى ذلك، تريد حياة توفير حافلات لتوصيل طلابها من وإلى المركز، خاصة للطلاب الذين يأتونها من مناطق بعيدة.
مركز حياة، والذي يسمى بمركز العلامة الكاملة (Full Mark)، لا يتوقف عند توفير المساعدة الأكاديمية للطلاب، بل ويقوم أيضًا بتعريفهم على عدة مفاهيم جديدة عليهم، كالتطوع الذي تحبه حياة، بالإضافة إلى تعريفهم بحقوقهم المختلفة.
طموح حياة لم يقف عند افتتاح مركزها ونجاحه، بل هذه هي البداية فقط بالنسبة لها. نتمنى لحياة دوام التوفيق، كما ونتمنى ذلك لكل رائد مجتمعي يقوم بصنع التغيير بنفسه.
————————–
خلال جيل 962 المتلقى: التكنولوجيا ونحن، قام أصدقاء، وأعضاء، وسفراء التغيير في الشبكة بالتصويت لأحد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، لاختيار الهدف الأهم بالنسبة لهم، لتقوم الشبكة باعتماده كمحور عملها خلال السنة الحالية. الهدف الذي تم اختياره كان “التعليم الجيد” ولهذا ارتأينا نشر قصة نجاح سفيرة التغيير حياة الدبيس، للتعريف بها وبجهودها في هذا المجال.